الخميس، 4 ديسمبر 2008

(الليلة السابعة) شهرزاد تعود


بعد ان مرت ليالي كتييييير قوي علي شهرزاد و هي في بيت أهلها تتابع احداث الدنيا و تنتظر رضاء شهريار عنها ، و بعد طول انتظار من جانبها جاءها شهريار اخيرا فوجدها حزينة مهمومة و قد ظن السبب في البداية يرجع لبعده عنها و اشتياقها له ، و لكن غروره الذي خدعة انكسر فور معرفته بالسبب الاصلي حين قالت له شهرزاد:

- مولاي اشتقت اليك كثيرا

- أعرف يا شهرزاد كم أثر فيك بعدي عنك، و ان لم تتكلمي فوجهك ينطق بما يحمله صدرك

- ايه يا عم الكلام الكبيردة ، انت اه وحشتيني بس الاهم من كدة، اني كنت عايزة احكيلك اللي حصل انا كنت مخنوقة و متضايقة مش لاقياك علشان اشكيلك همي

- حصل ايه يا حبيبتي قولي

- محروس ماله ضايقك في حاجة ؟اوعي يكون قل ادبه عليكي؟

- محروس مين اللي قل ادبه عليا ؟ يا حبيبي ركز

-محروس مين ؟ انا مش فاكر

- محروس اللي قل ادبه علي الناس كلها مش أنا بس و في الأخر طلع من كل القضايا زي الشعرة من العجين

- اه فلت ابن الايه

- لا يا مولاي هو دة اللي انا كمان كنت فاكراه لكن طلعت الحقيقة شيء تاني خالص

- بجد ؟ ليه هو حصل ايه تاني انا ما اعرفهوش؟

- هو برضه ينفع نحكي هنا مش نروح قصرنا و نحكي فيه و لا انت عاجبك قاعدتي عند اهلي دي ؟

- لأ يا حبيبتي امال انا جاي ليه ؟ انا برضه حسيت ان محروس وحشني أأأ....أقصد انتي و المحروس ابني وحشتوني عشان كدة جيت لكم

- المحروس ابنك فشر أعوذ بالله من أن يكون ابننا كمحروس المهم يالا بينا عشان نكمل كلامنا في البيت

و هنا خرجت شهرزاد من بيت أهلها بسلام لتكمل لشهريار حكاية محروس حتي الختام......

الأربعاء، 10 سبتمبر 2008

الليلة السادسة



كيف نطفئ النار
· قبل ما تقولي كنتي فين و أقولك إني مزنوقة في الشارع من تاني يوم رمضان بسبب جنازة مسئول كبير و ندخل في كلام مالهوش لازمة خلينا نبدأ الحكاية
· هي بلطجة يعني مافيش حاجة اسمها خلينا نبدأ الحكاية كده من عندك .. بمزاجي أنا ،براحتي أنا أنا أنا أنا
· اوك خلينا نبدأ الحكاية براحتك أنت
· اوك ؟ انتي بتاخديني علي قد عقلي و لا إيه
· شهرزاد هامسة لنفسها : يوووة صايم بأة و ما فيش سجاير و هيدوخني معاه
· يا مولاي عقلك كبير لا استطيع حتى مجاراته أنا الضعيفة محدودة القدرات ، و ليس لي رغبة إلا أن اسلي وقت مليكي
· طيب احكي
· أما رجاله ..العيال اعقل منهم
· بتقولي حاجة
· باقول مولاي سيد الرجالة
· طيب خشي في الموضوع بأة كفاية لت و عجن:
"بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن هذه المدونة كانت ملكي حتى قمت بدعوتك لها فأصبح كل ما فيها تحت سيطرتك حتى القراء لا حول و لا قوة إلا بالله "
· إيه يا بنتي فين محروس في الكلام دة ؟
· آه ما هو كمان في المدونة ، يعني تقدر تعمل فيه اللي أنت عايزة
· أنا اللي يحكمني عليه كنت قتلته هو وأمثاله ممن يستهينون بالغلابة ويقتلون أحلام الأبرياء
· اللي يحكمك ؟ و أنت هاتقعد تستني لما حد يحكمك ؟ تبقي خربت مالطة و ما حدش هايتحرك ،عموما محروس موجود و هاحكيلك عنه
اسمع يا سيدي: "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد انه لو جمعنا كل رجال العالم ليصبحوا رجلا واحد و كل أشجار العالم لتصبح شجرة واحدة و كل فئوس العالم ليبحوا فأسا واحدا وكل بحار العالم ليصبحوا بحرا واحدا و قام الرجل العملاق الواحد بضرب الشجرة الكبيرة الواحدة بالفأس الكبير الواحد لصنع ذلك موجة عملاقة واحدة هاتغرقنا كلنا "
· فعلا : هي دي الحكاية بتاعة محروس ؟ قومي يا شهر زاد، قومي من قدامي روحي عند الست والدتك أنا مش عايز حاجة منك خلاص
· في إيه ما أنا باحكي اهة بس في دماغي مواضيع كتير دخلت في بعضها و مش عارفة ابدأ منين
اسمع يا سيدي: "بلغني "
· خلااااص انطقي علي طول مش عايز مقدمات
ماشي بص يا سيدي" بعد أن قامت قوات الأمن بإطفاء الحريق , وبعد ما رأي محروس خلاله من أشباح داخل النار حاولت استمالته إلي جانبها و دعوته للدخول وسط النيران و بعد إنقاذه في اللحظة المناسبة من الحالة التي أصابته ، تذكر صفوان الرسالة المطوية التي تعجب من شكلها و بقائها سليمة رغم الحريق المروع الذي كان يملأ كل الأرجاء فأخرجها من جيبه ليري ما هي و قد قرأها سريعا لقلة سطورها و لكنه لم يفهم ما تعنيه ، فتوجه إلي غرفة والده الذي كان جالسا علي أرضيتها وسط الرماد ليسأله إن كانت تلك الرسالة تخصه فقراها والده وأكد لولده أنها لا تخصه و أن هذا ليس خطه أيضا ، جلس صفوان إلي جانب والده يعيدان قراءة الرسالة ويحاولان ترتيب أفكارهما ،ماذا يعني ذلك :رسالة تحيطها النيران من كل جانب فلا تحترق ، وأشباح تنادي محروس من داخل النيران ، و حريق يشب دون مبرر ما هذا الذي يحدث ؟ "
· "أاا شهرزاد عايز أسألك سؤال ؟"
· اتفضل يا مولاي
· هي الرسالة كان مكتوب فيها إيه؟ انتي مش ملاحظة انك ماقولتليش لحد دلوقتي ؟
· دايما مستعجل ، الرسالة كان مكتوب فيها "لن تستطيع مياه البحار كافة إطفاء الحريق الكبير"
· بجد ؟ بس كدة؟
· آه
· حتى لو الراجل الكبير الواحد ضرب الشجرة الكبيرة الواحدة بالفأس الكبير الواحد وعمل موجة عملاقة واحدة ؟
· مش عارفة ما هو دة اللي أنا عمالة أفكر فيه من ساعتها
· قومي من قدامي علي بيتك اهلك أنا قلت كدة من الأول بس صعبتي عليا امشي امشي أنا اللي غلطان إني سيبتك تحكي"
وهنا اضطرت شهرزاد للمرواح فسكتت عن الكلام حتى الصباح

الثلاثاء، 26 أغسطس 2008

الليلة الخامسة


أشباح في النار
· انتي يا ست شهر زاد
· انتي ياللي نايمة علي ودانك ، شكلك ضربتي حبيتين من بتوع محروس و نمتي زيه ، يا ستي اصحي
· إيه بس يا شهريار يا حبيبي ؟ بتصحيني ليه ؟
· باصحيكي ليه انتي بقالك أسبوع نايمة يا حبيبتي
· هو محروس كل دة نايم هو كمان؟
· يا سيدي ما تسيبه ينام ،مسكين بقاله كتير ما نامش
· و انتي إيه أخبارك ؟
· أخبار إيه يا حبيبي ؟
· يعني النوم دة كله إيه، بقالك كتير انتي كمان ما نمتيش؟
· لأ يا حبيبي ،و يا ريت كفاية استهزاء بيا و بأعمالي
· أنا كل دة نايمة عشان أجيبلك أخبار محروس وأنت تسخر من مجهودي كدة
· بتجيبيلي أخباره من المنام
· آه يا حبيبي مش هو نايم يبقي إيه وسيلة الاتصال بيه و الوصول ليه غير كدة
· آه طب و وصلتي لاية
· هاحكيلك يا سيدي و لو انك صحتني في حتة مهمة ربنا يستر و اقدر أجيبلك تفاصيلها بعد كدة
· اتفضلي احكي كلي آذان صاغية
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن محروس قد راح في ثبات عميق لمدة لا بأس بها دون أن يحلم انه غريق ، و صحا من نومه في مساء اليوم التالي و لكن للأسف علي مشهد الحريق :
- "حريق ...حريق ، النار ...الفراش ،النار وصل للفراش "
"المركب بتولع يا قبطان ...المركب غرقت يا قبطان "
ثم انه أفاق "المركب غرقت ؟أمال فين المية ...الميه ما طفتش النار ليه "
و قام محروس من نومه مفزوعا و هو يعتقد أن الكوابيس عاودته من جديد بعد تلك الفترة الوجيزة من الراحة ،و لكنها لم تكن احدي كوابيسه المليئة بمياه البحر وحوادث الغرق ،بل كانت شقته الفاخرة تحترق بالفعل ، و قد شبت النيران في كل مكان فيها ،وان كان قد بدا أنها بدأت بغرفة نومه
قام محروس من فراشه مسرعا باحثا عن ولده صفوان وسط النيران "ولدي صفوان ...أين أنت؟ "
و من وراء السنة اللهب و الدخان سمع صوت صفوان "بابا ..بابا أنت فين؟ إيه اللي بيحصل و لماذا لم تعمل أجهزة الأمان ؟"
و مع ازدياد النيران و تعطل أجهزة الأمان اضطر محروس وولده إلي الهروب من شقتهما و طلب المساعدة من امن البناية للاتصال بأجهزة الشرطة و الإطفاء
"آه يا حرام .. لقد أصبحت الكوارث تلاحق محروس كل يوم، هو ما فيش غيره و لا إيه؟"
لا يامولاي دة فيه غيره و غيره و الكوارث كتير و الحمد لله ، ما تستعجلش أنت بس و أنا هاحكيلك عنهم كلهم"
"المهم كيف انتهي الحريق ؟ و ماذا فعل محروس و ابنه بعد ذلك ؟"
"برضه مستعجل، مازال الحريق مستمرا ،و تقوم الأجهزة المختصة بمحاولة إخماده و لكن ليس هذا هو الشيء الهام ، المهم فعلا في كل هذا هو الحالة التي انتابت محروس الذي وقف يتابع رجال الإطفاء و هو يتحسر علي محتويات الشقة التي أتت عليها النار بالكامل ،فقد شعر بطنين مدوي في أذنيه و معه آلاف الصرخات و كأنها آتية من أعماق الجحيم ، و مع أصوات الصراخ رأي وسط اللهب ذلك الرجل المسن و قد اضطرمت النيران فيه كان يصرخ و يمد يده لمحروس طالبا منه العون ، و محروس غير مدرك لما يحدث ، و في ركن آخر من الحريق المستعر رأي محروس تلك الأم التي تحاول أن تبعد النيران عن أطفالها و تنادي عليه ليلقفهم من بين يديها و يبعدهم عن النيران ، اناس كثيرين وسط النار و كلهم يطلبون العون من محروس "
فجأة يري صفوان أباه و هو يتقدم من النيران صارخا " أنا قادم سأنقذكم تعالوا..هلموا" حاول صفوان إثناءه و لكنه كان مصمما علي التقدم ، الغريب أن صفوان شعر انه مكبلا لا يستطيع الحركة لإنقاذ أبيه و الأغرب انه تخيل للحظة انه رأي لهبا من النار و قد تجسد في صوره أدمية تمد يدها أو لنقل احد أطرافها لتجذب محروس إليها ، و أخيرا و بعد لحظات من الجمود قام رجال الإطفاء بإخراج محروس من وسط النيران حيا
" يا لهذا الأب المتعب من ساعة ما المشكلة دي حصلت و صفوان مش عارف يستريح من عمايل أبوه"
"يا مولاي كل أول له أخر فلا تكن متعجلا كصفوان فمازال هناك المزيد من المفاجآت في تلك القضية ،و اول تلك المفاجآت هي تلك الرسالة المطوية التي وجدها صفوان بعد أن خمدت النيران ، و رغم أنها رسالة ورقية إلا أنها كانت سليمة تماما لم تمسسها النيران و لم يصل إليها نقطة مياه واحدة من المستخدمة في إطفائها"
و هنا أدركت شهرزاد ساعة المرواح فسكتت عن الكلام المباح
"بايخة هاتفضلي معلقاني كدة لحد الحلقة الجاية و تروحي تنامي تاني ، يالله نوم الظالم عبادة"
"علي رأيك يا مولاي نوم الظالم عبادة بس هو يعرف ينام ، تصبح علي خير"

الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

الليلة الرابعة



في عاصمة الضباب
و لما كانت الليلة الرابعة و التي تأخرت عن موعدها عدة أيام لم يتخذ شهريار الملك مجلسه بل ذهب يبحث عن شهرزاد التي لم تأتي كي تؤانسه ، و قابلها بالفعل في ردهة القصر (اللي هو أودتين و صالة أصلا) فبادرها قائلا:
"شهرزاد أين كنت لقد تأخرت علي كثيرا، أنتي عارفة لو كنت شهرزاد بجد كان جرالك إيه؟كان زمانك مذبوحة و راسك معلقة علي باب زويلة"
- "مذبوحة ؟يا لهوي...تقصد إيه يا مولاي ؟أنت صدقت نفسك و لا إيه؟ عموما اعذرني فقد تأخرت عليك لأنني اضطررت أن أطير إلي عاصمة الضباب لأتفقد أحوال البريء الهارب وأحضر لك الأخبار التي تنتظرها ، وبعدين هو في حد دلوقتي بيتقتل عشان ما عملش اللي ليه يا عم خليها علي الله ، أنت هاتفشر"
- "طرتي؟ طيب أنت بقيتي كده آخر "جمال" ،قولي لي بأة لما طرتي ورحتي هناك شفتي ايه يا ست العصفورة؟"
-" رغم إن دي مش لغة ملوك خالص لكن هاحكي و أمري لله"
بلغني أيها الملك السعيد ذو البأس الشديد أن السيد محروس الذي تركناه في المرة الأخيرة و قد فارق النوم عينيه وزاد قلق ابنه عليه من تكرار الكابوس المزعج طوال هذه المدة قد قرر أن يذهب أخيرا للطبيب ليستشيره في حالته المزمنة و يطلب عونه في التخلص من ذلك الكابوس بأي طريقة ممكنة، و قد أكد صفوان للطبيب أنهم علي استعداد لتحمل العلاج مهما كانت تكاليفه ،حتى و إن اضطر إلي أن يصطحب والده للعلاج بالخارج (علي نفقة الدولة) المهم أن يجد والده سبيلا للنوم الهنيء من جديد"
- "العلاج بالخارج؟ و علي نفقة الدولة ؟ أنا حاسس انك خرفتي قوي يا شهرورتي ، هما مش أصلا في الخارج؟و بعدين ايه علي نفقة الدولة دة كمان"
- "يا مولاي ! بس ليه ما بتصدقنيش من امتي كانت أمور الحياة ماشية بالعقل دة المفروض لو قلتلك الكلام العاقل تشك في قواي العقلية مش العكس، علي العموم أنا ما باجبش حاجة من عندي ده الكلام اللي قاله صفوان للدكتور،يمكن مش معاه فلوس يعالج باباه يبقي يعمل ايه بأه يسيب الراجل عيان يا ولداه و لا البلد بأه تتحمل مسئولياتها شوية و تعالج ولادها (التعبانين)؟"
- أنا حاسس إني فوتلك كتير قوي النهاردة خلصي بأه عشان اعتقد إني علي آخر الليالي أنا اللي هابقي عايز علاج علي نفقة الدولة؟"
-"ابقي قابلني"
- "نعم ؟"
-" لأ ما أقصدش ، أنا قاصدي ربنا يبعد الشر عنك يا حبيبي"
-"أكملي إذن"
- المهم طلع الدكتور فعلا دكتور شاطر جدا و في ثواني كان قد تفهم الحالة و استوعبها جيدا رغم تعقيدها ،ووصف لمحروس الدواء المظبوط لحالته و لأول مرة منذ حوالي العامين و نصف العام ينام محروس ملئ جفونه بدون أحلام ، شفت بأة العلاج بالخارج مفيد ازاي "
- "لأ دة مش عشان بالخارج دة عشان علي نفقة الدولة، فهمتي؟"
-"أاااااااااااااااااة ، يالرجاحة عقلك يا مولاي"
و هنا أدركت شهرزاد ساعة المرواح فسكتت عن الكلام الغير مباح

الأربعاء، 30 يوليو 2008

الليلة الثالثة


بلا ملح أو سكر

تلك الليلة ما أن بدأت شهرزاد بالكلام حتى عاجلها شهريار بسؤال هام:
- "هذا ما كان من أمر محروس مع الأحلام، فماذا عن الطفل الهمام؟ الذي استمر في زيارة غريمه كل ليلة في المنام، احكي لي عن حاله بعد أن رحل عنه كل أهله و تركوه- رغما عنهم – يكابد مرارة الأيام"
- شهرزاد: "و أي مرارة يا مولاي و قد منع و هو ابن الستة أعوام من تناول أي طعام يحوي ملحا أو سكر، كأنه كان ينقصه أن يضيف الزمن مرارة فوق مرارة لحياته"
- شهريار:"لماذا يمنع من تناول الملح و السكر؟ هل كان مريضا بمرض يمنعه من تناول هذين الصنفين؟"
- شهرزاد: "إن كان علي المرض فقد أصاب المرض نفسه فأصبح لا يطيق رؤية الماء ، فقد تولدت لديه رهبة شديدة منه فكان يصاب بالغثيان و الإغماء كلما رأي أي مسطح مائي و كأنه يتصور أن الماء سيأخذ منه باقي عائلته و يزيد من حرمانه و ألمه"
- شهريار:"فليعينه الله علي ما أصابه، و لكن أكملي ما موضوع الملح و السكر إذن"
- شهرزاد:"الم تعلم أن فارس - الطفل الصغير- من أبناء احدي قري الصعيد؟و أن من عادة هؤلاء القوم إذا ما قتل احد أفراد عائلتهم منع الملح و السكر حتى يأخذوا بثأرهم من القاتل؟"
- شهريار:"لا حوا ولا قوة إلا بالله و ما ذنب ذلك الصغير أن يمنع من تذوق طعم الدنيا بعد ما لقي فيها من مآسي؟"
- شهرزاد"عموما لم يكن فارس يرغب في تذوق أي طعام له طعم مالح فقد أصابته عقدة منه كعقدة الماء لأن المسكين ظل يوم كامل في الماء متشبثا بطوق النجاة و لا احد من حوله و لا طعم في فمه غير طعم الماء المالح،و لكن منع السكر هو ما كان يضيره حقا ، و قد وعدته جدته لأبيه أنها سوف تسمح له بتناول السكريات فور الحكم في القضية المشهورة فظل ينتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر"
- شهريار"و قد جاء اليوم بالفعل فهل تحققت أمنيته و نال ما كان يحلم به من الحلوى؟"
- شهرزاد"بالطبع لا ! و كيف و قد حكم في القضية - علي عكس ما توقع الجميع- ببراءة محروس و باقي المتهمين، فأين القصاص التي انتظرته الأم الثكلى و الابن اليتيم كي تحلو بعده الأيام و تبرد النيران؟"
- شهريار:"حقا يا لها من فاجعة"
- شهرزاد :"تصور أن يحصل محروس الهارب علي البراءة و يستمر حرمان ذلك الطفل من أدني متع الحياة، فهل هناك مهزلة أكثر من ذلك،عموما لقد وعدته جدته بالسماح له بتناول الحلوى فور النطق بالحكم في الاستئناف المقدم في القضية ، بس ربنا يستر و يصدق الوعد هذه المرة حتى يتحقق حلم ذلك اليتيم المسكين الذي ظل يتكرر معه كل ليلة منذ وقوع الحادث و انتشاله من الماء"
- شهريار:"حلم؟ وهل لفارس أيضا حلم كحلم محروس"
- شهرزاد:"بل هناك فرق كبير يا مولاي فلفارس حلم بينما لمحروس كابوس،و حلم فارس لا علاقة له بمحروس نهائيا ،فهو فقط يحلم بأخته مني الغارقة رحمها الله و قد خرجت من الماء و في يدها حقيبة كبيرة مملوءة بالحلوى يجلسان معا هو و شقيقته فوق جبل مرتفع كثيرا بعيدا عن صفحة الماء المخادعة تلك ليتناولا ما بها من حلوي و هما سعيدان يضحكان من كل قلبهما و يتواثبان معا ، هكذا كان حلم فارس بسيط صغير و لا علاقة له بمحروس إلا أن القدر ربط مصيره و سعادته المقبلة بمحروس الذي منعه من تناول الحلوى ،فهل سيتناولها يوما ما ؟"
- شهريار:" ومن يجيب علي هذا التساؤل غيرك سيدتي"
- شهرزاد:"الأيام القادمة هي من سيجيب عن هذا التساؤل يا مولاي،و لننم الليلة و نحلم كفارس بتحقيق حلمه البسيط"
و هنا أدركت شهرزاد ساعة المرواح فسكتت عن حوار الأتراح.

الثلاثاء، 29 يوليو 2008

الليلة الثانية






الكابوس العنيد

فلما كانت الليلة الثانية اتخذ شهريار الملك مجلسه (في الشغل يعني علي مكتبه) و أقبلت عليه شهرزاد كي تؤانسه (دة كلام كده و كده عشان البلوج بس ) ما فيش شهرزاد غيري يا شهريار سامع!

و بدأت حديثها من جديد عن السيد محروس الشديد قائلة:
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن السيد محروس بعد أن علم بخبر ثبوت البراءة دخل إلي غرفته لينام متمنيا أن يحصل علي قدر من النوم الهادئ بدون كوابيس أو أحلام ،و دون أن يغرق من جديد أثناء المنام ، و لكن هيهات أن يواتيه النوم و قد أرقت قضيته مضاجع الملايين و حرمتهم من الراحة يوما بعد يوم.

أخذ محروس يفكر في ردود أفعال الناس التي رآها عن طريق التلفاز و قرآها في الجرائد و علي الموبايل ووصلته من كل جهاز "لماذا لا يصدقون أنني برئ ؟ فلم أكن علي السفينة من الأساس؟ و ليس لي يد في إهمال القبطان وغرق الناس، يا الهي ساعدني علي الخروج من تلك المحنة بسلام قبل أن أجن ، لقد تحملت ذلك الكابوس طوال عامين و نصف وليس لي قدرة علي مواصلة حياتي بتلك الطريقة إلي النهاية يكفي ما عانيته حتى الآن "

و راح محروس في ثبات عميق و هو "غارقا" في أفكاره و أمنياته لما سيقوم به بعد الحصول علي البراءة، نام وهو يفكر "هل يمكنني الآن العودة إلي بلدي ؟ ......هل أستطيع ممارسة أعمالي و السير في الطرقات دون خوف من جديد ؟ تري أي المشروعات التي درستها خلال فترة إقامتي هنا يمكنني أن ابدأ في تنفيذه الآن في بلدي؟...اعتقد أنني سأضطر أن أعمل تحت اسم شخص آخر ممن أثق بهم لفترة حتى تهدأ الأمور"

و...وفجأة قام محروس من نومه كالممسوس بعد أن عاوده نفس الكابوس ، قام يصرخ مرددا "كفاية بأة أنا خدت براءة ، أنا برئ انت إيه حرام عليك ، أنا لو فضلت علي الحال دة "هاموت" أنا مش قادر استحمل اكتر من كده"
و هنا دخل عليه ابنه صفوان ليطمئن علي والده "الغلبان" :
- "خير يا والدي سلامتك؟ هل عاودك الكابوس من جديد؟ المفروض انك تهدأ و تكون سعيد بعد حصولنا علي البراءة، تخيلت انك سوف تنام ملئ عينيك كلوح من "جليد"، لما تكرر هذا الكابوس ؟ ولما تحملته طوال تلك الفترة؟ غدا أول ما يطلع النهار يجب أن نذهب إلي طبيب كبير لنطمئن عليك و نري ما رأيه في تلك الحالة الغريبة ، فلن ننتظر أكثر من ذلك علي هذا الوضع .
قال محروس وهو لا يزال "غارقا" في أفكاره وهمومه و عرقه البارد:"فلنر غدا ماذا سيقول الطبيب، فليجد لي حلا و إلا قضي عليّ علي يد هذا الطفل الأريب"

و هنا أدركت شهرزاد ساعة المرواح فسكتت عن الكلام الغير مباح

الاثنين، 28 يوليو 2008

الف ليلة و ليلة الجديدة جدا


طبعا كلنا نعرف ألف ليلة و ليلة مش اللي بنشوفها في رمضان ،اقصد ألف ليلة و ليلة الأصلية - وعلي فكرة أنا اعتقد أن كل الأعمال الدرامية الحالية مأخوذة و محرفة بشكل أو بآخر منها .
ما علينا ليس هذا هو موضوعي الآن ، المشروع العظيم اللي أنا عايزة أبلغكم بيه إني بدأت من امبارح في تدوين ألف ليلة و ليلة جديدة جدا من تأليفي، و عليه قررت تغير اسمي إلي شهر زاد و ابدأ في سرد أحداث رواياتي عليكم مع الاحتفاظ لشهريار - زوجي- بكافة حقوق النشر و التوزيع لأنه هو الوحيد اللي هايروح معايا في داهية لو الرقابة علي المصنفات الالكترونية معجبهاش كلامي .
بس فيه نقطتين مهمين جدا لازم نضعهم في الاعتبار و إحنا بنتابع العمل في هذا الصرح الأدبي الهائل اللي هابدأ في تدوينه ،
النقطة الأولي: أن اقر أن زوجي ليس شهريار بالمعني المعروف لهذا الاسم فهو ليس مستبدا كشهريار و لكنني اعلم انه يستمتع بحكاياتي كما كان شهريار القديم و "لذلك فقد منحته لقب شهرياري الحبيب و هاشهره معايا كده علي سبيل "الكادو"
أما النقطة الثانية: فهي أن تلك الليالي التي سوف أدونها علي سبيل المرح هي نتاج لاستبداد شخص آخر أو مجموعه من الأشخاص الآخرين مما يؤكد النظرية القائلة أن الفن هو تنفيس عن رغباتنا في التحرر من الواقع السيئ الذي نعيشه و تعبير عما نعاني من الألم الذي لا نستطيع الفرار منه (طبعا لا نستطيع أن ننكر أن للفن أهداف أخري كالتسلية و التوجيه أو حتى التحريض و كلها سمات لا تتوافر في ذلك العمل الذي نحن بصدد إنشاؤه)و النقطة الثالثة: (إيه أنا ما قلتش إني عندي نقطة ثالثة؟ ) لأ فيه نقطة ثالثة و يا ريت ما تقفوش علي الواحدة عشان إحنا لسة قدامنا ألف ليلة و ليلة لما نبدأ ندقق من أولها مش هانخلص السنة دي
يعني لو كنتم عايزين تتسلوا بس أو تفتكروا مواقف مررتم بها مشابه لما أقص فتعالوا اقرءوا ما اكتب يمكن اقدر اعمل منه في يوم من الأيام فيلم كبييييير يبقي تتويج للمدونة، و يمكن يبقي مجرد تخاريف من حر الصيف و الألم اللي باحاول أخفيه حتى عن نفسي و مش عارفة
آسفة علي الإطالة...و آسفة لأني مش قادرة اضحك
خليني أتقمص بأة دور شهر زاد و أبدأ في الحكاية
الليلة الأولي
في مكان بعييييييييييد قوي عن هنا
رغم سروره للأنباء التي سمعها توا عن تبرئة ذمته و ولده من التهم التي كانت منسوبة لهم إلا أن السيد محروس لم يشعر بالارتياح ، جلس ساكنا للحظات دار أمامه فيها شريط طويل من الذكريات عمره ما يقرب من العامين و توقف رغما عنه عند مشاهد القتلى و المصابين الذين تنقلهم سيارات الإسعاف إلي المستشفيات القريبة من موقع الحادث ، لقد رأي بأم عينه ذلك الطفل الذي فقد أسرته كلها في الحادث لم يكن يدرك كل ما حدث و لم يكن يصرخ أو يبكي و ينتحب كما يفعل الكبار ، كل ما في الأمر أن عيونه كانت زائغة و سكونه كان مريبا قاتلا ، و شعر محروس انه قد يتلاشي خجلا أمام عيون ذلك الطفل ، و لهذا السبب بالتحديد قرر الفرار مع ولده خارج البلاد ،فلم يكن خائفا من السجن كما ظن الكثيرون فقد كان ذو نفوذ يضمن له الأمان و الرفاهية حتى لو اضطر للبقاء عدة أيام _مجرد أيام داخل السجن.
غادر السيد المحترم البلاد مع ولده هربا من عيون الصغير ، و لكنها للأسف لم تكف عن ملاحقته حتى و هو علي بعد آلاف الأميال منها ، و ظل يحلم ليال طويلة بذلك الصغير بملامحه البريئة و نظرته الحائرة و قد كبر و تعملق بحيث يسد أمامه كل سبل الفرار ، يراه كل ليلة و هو يحمله بين ذراعيه حملا و يلقي به في المياه دون أن ينطق ، لم يكن هذا الصغير (الكبير) يتكلم حتى في حلم محروس ، و يقوم محروس بعد ذلك مفزوعا و هو يصارع الأمواج في سريره و العرق البارد يغطي جبينه ورجفة قوية تهزه فلا يستطيع السيطرة علي جسده بعدها لعدة ساعات .
عامان و الحلم يتكرر حتى أصبح جزءا من تفاصيل نومه ، و الليلة و بعد أن برأ القضاء "العادل" ساحته وثب إلي ذهنه فور سماعه نبأ الحكم صورة الصغير "هل يخلف وعده هذه الليلة و يتركني بعد أن أثبتت المحكمة براءتي ، ليت ذلك يحدث فقد غرقت حتى الآن 894 مرة في كل ليلة منذ وقوع الحادث المشئوم" ليته يفعل....
و هنا أدركت شهر زاد ساعة المرواح فسكتت عن الكلام الغير مباح
استنوني بكرة

الأربعاء، 2 يوليو 2008

تصدقوا .....أنا دخلت كباريه



مع جوزي طبعا مش لوحدي ، أنا أروح الأماكن المشبوهة دي" لوحدي "... دة كان أهلي يقطعوني ... أنا لا يمكن ، الفكرة بس أني و من مثلي من البنات و السيدات المحترمات و أيضا الرجال المحترمين اللي عمرهم ما دخلوا كباريه لازم يكون شدهم عنون الفيلم "كباريه" و فكروا زي ما أنا فكرت انهم يدخلوا الفيلم علي اعتبار ان شاشة السينما هي عينهم السحرية علي المكان دة و علي أي مكان او زمان تاني لم يتواجدوا فيه من قبل
علي العموم لقد دخلت الفيلم أثناء تواجدي بالإسكندرية في رحلة لم تكن جيدة – و هابقي احكيلكم المرة الجاية الرحلة ما عجبتنيش ليه- و لم يكن فيها شيء ممتع قدر الساعتين اللي قضيناهم في متابعة هذا الفيلم ، و خرجت من السينما و أنا بافكر جديا "لو الكباريهات كدة صحيح زي اللي شفته في الفيلم دة" يبقي لازم أغير عنوان البلوج بتاعي و أخليه "ريلي كباريه" لأن "ما الدنيا الا كباريه كبير" ايه رأيكم نفتح باب التصويت علي موضوع الاسم دة منتظرة أرائكم .
دلوقتي تحبوا أحكيلكوا الفيلم و لا أروح؟ ... أوك هاحكيلكوا بس عايزة من الأول أطمنكوا أني مهما حكيت بالتفصيل مش هاكون حرقته و لا حاجة لأنه مليان بالتفاصيل و الإشارات اللي تناولها المخرج و السيناريست بحرفية جامدة جدا خليتني فعلا أشوف كل أنواع البشر اللي موجودة حوالينا جوة الكباريه من المتدين المتعصب للمعتدل للمنحرف للمدعي حتى الكفار ، و شوفوا انتوا بأة لما المزيج دة يتواجد كله و بمبررات منطقية جوة الكبارية ممكن يتفاعلوا مع بعض أزاي ممكن يخرجوا بايه ؟؟؟؟
الغريب جدا في الموضوع أنهم تقريبا لم يتفاعلوا مع بعض و لم يكن بينهم أي ارتباط آو نزاع جوهري من أي نوع يمكن أن ينتج أي نوع من التفاعل – يعني كانت كل تعاملاتهم خارجية – فهم يرتدون الأقنعة و يضعون المساحيق و يزيفون المواقف – إيه رأيكم في الكلام الكبير اللي أنا بأقوله دة – طبعا عاجكبم ...شكرا شكرا دة أقل حاجة عندي.
نرجع للفيلم ؟ طيب بس صقفة كدة ولا أي حاجة تشجعوني بيها
ما علينا المهم ... الطبيعي أن العمل الفني بيكون منقسم لمقدمة و وسط و نهاية بحيث نتعرف علي الشخصيات في المقدمة ثم يبدأ الصراع بينهم حتى يصل إلي ذروته في الوسط ثم تأتي النهاية بحل العقدة و إنهاء الصراع ، في الكباريه بأة ما حصلش كدة و دة نتيجة الكلام اللي كنت لسه باقوله فوق (راجع الفقرة السابقة) يعني بما أن الشخصيات لم تتفاعل و لم تتصارع مع بعض الصراع الجوهري اللي يؤدي إلي ذروة الأحداث في منتصف العمل فاللي حصل إن نقطة الانفجار اللي المفروض تحصل في نص الفيلم أتأخرت للآخر أخر مشهد في الفيلم ، و قد جاء ذلك بشكل منطقي بحيث لا يمكن أن تتخيل نهاية أخري لتلك الأحداث المتشعبة غير الانفجار.
يصور الفيلم يوم واحد من أيام الكباريه من بداية تجهيز المكان بعد صلاة الجمعة و حتى نهاية السهرة في السادسة من صباح اليوم التالي ، و أكاد أشعر أن ذلك التكثيف في الأحداث قد نقل لكل من رأي الفيلم انه قد تم تصويره في نفس تلك الفترة _ يعني في يوم واحد – كما ظهر لنا تماما ، فنري "علام" الجرسون و هو متوجها إلي الكباريه مكان عمله بعد أداء صلاة الجمعة و ندخل معه لهذا العالم لأول مرة و لا نخرج منه بعد ذلك إلا في مشهد أو اثنين متعلقين بمسار الأحداث التي تحدث داخله ، و يبدو لنا علام من النظرة الأولي غير متماشيا مع المكان علي الإطلاق بهدوء ملامحه و حرصه علي أداء صلواته في مواعيدها ، و لكن يبدأ هذا الإحساس في التلاشي حين نري ما هو مدهش و عجيب في ذلك العالم الغريب علينا ، ذلك العجيب يقدمه لنا فؤاد صالح صاحب الكباريه – الفنان صلاح عبد الله- الذي يعد نفسه لأداء العمرة مع زوجته و أولاده –تلك الرحلة التي يقوم بها سنويا و يشعر أنها تغسله من الداخل ، فهو شخص ملتزم يدير الكباريه من مكتبه ذو النافذة الزجاجية المطلة علي الصالة دون أن يكون له علاقة بكل ما يدور هناك فهو لا يدخن و ليست له علاقات محرمة رغم إدارته لذلك المكان الذي يدعو إلي كل ما هو محرم ، و خلاف هذين النموذجين لا توجد شخصيا أخري في الفيلم يمكن أن نقول أنها غير منطقية أو متناقضة ، فقد مثلت جومانة مراد دور الفتاة الفقيرة التي دفعتها ظروفها للعمل بذلك المكان و قد أدت دورها بإتقان ودنيا سمير غانم و التي يعتبر دورها نوع من التعرية للأسباب التي قد ترغم مثيلتها لعمل ما لا يريدون تحت ضغط الظروف وعلي أساس حسابات مجتمعنا التي تبني علي منطق " طالما انك مجبر علي الخطأ في كل الأحوال فلتفعله بإرادتك أو تتظاهر بذلك و تكسب من وراءه أفضل من أن تقوم به رغما عنك و دون مقابل"
شخصيات الفيلم كثيرة جدا و رغم صغر حجم أدوارهم إلا أنها كلها مهمة من الجرسون لعامل الحمام – الذي نكتشف انه أخو فؤاد صالح – الذي خسر ثروته فرماه أخوه في ذلك المكان إلي الأميرة العربية إلي المطرب الشعبي إلي جامع النقطة الشريف الذي يضطر إلي الاختلاس لتعليم ابنته إلي بنات الليل و حتى الإرهابي و أمير التنظيم و الرجل العربي و البودي جارد الذي كان جندي مقاتل في حرب 73 .
موقف أخير أحب أن أقصه عليكم لأنه الأكثر إيلاما لي في الفيلم رغم أنه بدا موقف هزلي جدا – و يدل في نفس الوقت علي مدى تطابق عالم الكباريه مع عالمنا الخارجي ، وهو موقف التفجير المفترض أن يقوم به الإرهابي - فتحي عبد الوهاب- ليطهر هذا المكان الموبوء ، حيث يقف علي المنضدة التي كان جالسا عليها حين تأتي ساعة الصفر و يكبر و يتشاهد بصوت عالي جدا بعد أن لعبت الخمر برأسه ثم يضغط علي زر التفجير فلا يحدث شيء و يكرر المحاولة وهو غير مصدق مرة بعد مرة حتى يعتقد احد زبائن المحل من العرب انه يرقص فيلقي عليه بالنقطة و تبتعد الكاميرا لتصور لنا المشهد من منظور عين الطائر لنري جميع الموجودين بالمكان و كل منهم إما سكران أو لاهي فيما يفعل غير عابئ و لا عارف بمن قد يتسبب- في لحظة- في إنهاء حياته و تحويله إلي أشلاء –" هكذا نحن تماما " أعتقد أن هذا ما أراد لنا العمل أن نراه عن أنفسنا ، حين خرجت من السينما كنت أبكي لأنني شعرت أنني خرجت من دار العرض إلي الكباريه الحقيقي الذي كنت أراه منذ لحظات من العين السحرية .... الظاهر أن " ما الدنيا إلا كباريه كبيييييير " مع الاعتذار لكل الناس اللي مش واخدين بالهم لسة احنا باقينا فين.

الاثنين، 26 مايو 2008

تذكر ماضيك ... عشان تعرف تطير





<الموضوع المرة دي يا جماعة كبير جدا ايه الحكاية الجامدة اللي هانتكلم عنها يا حلوين؟
أفلام الكارتون
طب اية العنوان اللي فوق دة ؟
دة عبارة عن فيلم من الأفلام اللي بيسموها الأفلام العائلية في السينما الأمريكية
و هو مأخوذ عن قصة بيتر بان و بطولة النجم الكوميدي روبين ويليمز
و مين بأة بيتر بان دة؟
هو شخصية خيالية ابتكرها الروائي والكاتب المسرحي الاسكتلندي جاي ام باري ، و هو الصبي الذي يرفض أن يكبر و يلجأ الي الحياة في جزيرة "نيفير لاند" السحرية مع الأطفال التائهين و الجنيات و القراصنة ، و يقابل من وقت لآخر الأطفال الطبيعيين من العالم الحقيقي ، و قد ظهرت الشخصية في عملين لمبتكرها بالإضافة إلي العديد من الأعمال الأخرى الكارتونية و غيرها
و مين روبين ويليمز؟
لأ كدة زهقت و مش هارد عليكوا انتوا مش عارفين حاجة خالص و لا ايه
ما علينا ... قصة الفيلم ظريفة جدا و خيالية من القصص اللي بيقولوا عليها "فيري تيلز" أو حكايات الجنيات الخيالية بتدور حول شخص يدعي بيتر طبعا عايش في عصرنا الحديث بيكتشف بعد لما يكبر في السن و يبقي عنده أولاد انه أصلا من شخصيات "نيفير لاند" او ارض الخيال اللي بتسودها الجنيات الطيبات و أحلام الأطفال ، و يعرف انه تحديدا "بيتر بان" و انه هناك قرصان موتور من "نيفر لاند" قرر خطف أبنائه –أبناء بيتر- للانتقام منه ، ويضطر بمساعد الجنية الجميلة التي تقوم بدورها "جوليا روبرتس" و ما تسألونيش مين جوليا دي إلي العودة إلي "نيفير لاند" التي لا يذكر عنها أي شيء لإنقاذ أبنائه ، ولكنه بدون أجنحته التي تمكنه من الطيران و الحركة الرشيقة و لا يعرف كيف يستخدم السيف و ليست لديه ادني فكرة عن الطريقة التي يستطيع بها محاربة القرصان لاستعادة أبنائه منه ، و خلال الاحداث يكتشف ان عليه ان يتذكر تفاصيل حياته السابقة التي لم يكن يذكر منها شيء ليعرف كيف يتعامل مع عدوه و يستعيد قدراته و يصل في نهاية الفيلم لتحقيق ذلك فقط عندما يتذكر و يدرك أن أحلامه و خياله فيهما كل ما يحتاج من أسلحة و أجنحة فقط عليه أن يتذكر
كل دة باشرح لكم العنوان بس شوف بأه محتاجة قد ايه عشان اتكلم عن الموضوع اللي عايزة اقوله ما تخفوش مش هاطول عليكوا ، احنا قلنا ننا هانتكلم عن الافلام الكارتون ، طيب حد يعرف اول شخصية كارتونية هي مين ؟
علي غير المتعارف عليه اثبتت أبحاثي ان ميكي مش اول شخصية كارتونية ، بس ما تخافوش مش هاقلوكم إن الفراعنة هما أول من صنع شخصية كارتونية ، لأ هو شخص يدعي "ويندسور ماكاي" (1869-1934) و كانت الشخصية اللي اخترعها هي شخصية ديناصورة – انثي-اسمها جريتي و استوحي الفكرة من زيارته لمتحف كان معروض فيه هيكل عظمي لديناصور و تراهن مع احد أصدقائه علي قدرته علي إعادة الحياة لذلك الهيكل و من هنا ولدت جريتي في أول فيلم كارتون بدائي لم يستغرق عرضه سوي دقائق معدودة .
الغريب في الموضوع إني و أنا بابحث عن أول شخصية كارتونية و من كان صانعها اكتشفت إن ذلك الفنان الذي اخترع جريتي كانت له عدة إسهامات هامة في المجال الفني ، أو لنقل انه استغل موهبته لخدمة أهدافه و أهداف بلاده السياسية حيث صنع فيلما آخر بعنوان "غرق السفينة لويزيانا" مصورا الهجوم علي السفينة البحرية لويزيانا فيما يشبه الرسالة الموجهة للقوات الأمريكية للاشتراك في الحرب العالمية الأولي.
و اكتشفت كمان انه له مجموعه من البوسترات التي كانت تسمي "عهود الحرية" أو "ليبرتي بوندز" و هي عبارة عن صكوك أو كوبونات لجمع التبرعات للدولة للمشاركة في الحرب العالمية الأولي – أو كما نطلق عليها المساعدة للمجهود الحربي ، و قد خط عليها بالانجليزية "دافع عن بلدك بأموالك"
العنوان اللي كتبته تذكر ماضيك عشان تطير مش فكرة كوميدية لفيلم يا جماعة و لا هي دعوة سلفية برضه بس البحث عن أصل الفيلم الكارتون شوفوا وصلنا لايه ..الفن بيخدم السياسة و الكارتون علشان نوصل رسالة تاريخية هامة، التحدي إن أولادنا يعرفوا الماضي عشان يقدروا يحلقوا فوق هزائمنا المتتالية .
و صحيح الكارتون مش اختراع مصري و لا عربي و لما جينا نعمل شخصياتنا الكارتونية الخاصة ما قدرناش نهزم في عقولنا و لا عقول ولادنا صورة ميكي ماوس و سوبر مان و غيرهم لكن نقدر ندور علي حاجة عندنا و مش عندهم نقدر نشغل خيالنا ونبهر نفسنا قبل العالم بشخصيات ألف ليلة و ليلة و السير الشعبية و نصدق أحلامنا إننا ممكن يطلعلنا جناحات و نطير و ساعتها علي حظنا الهوا مش هايوقف

الخميس، 24 أبريل 2008

انت مين في دول؟



اتفقنا منذ الحلقة الأولي لهذه المدونة علي أن الدنيا مسرح كبير أو دار عرض سينمائي كبيرة مليئة بالأحداث و القصص التي يعد البعض منها اغرب من الخيال ، فما رأيكم لو أنا قمنا باختبار أو علي الأحرى وقف كل منا مع نفسه بصدق لمدة دقيقة ، يراجع تفاصيل حياته و طريقة تعامله مع الناس ليطلعنا علي نوع الشخصية التي رآها في نفسه ، فلننتظر دقيقة ...نتأمل أنفسنا ..... ثم نجيب عن السؤال التالي :
من أنت في هذا الفيلم الكبير ؟
البطل
الشرير
السنيد
الطيب
العاشق
إجابة هذا السؤال هامة جدا لمسيرة حياتك و مجتمعك، أترون السبب ؟ السبب ببساطة انك مثلا لو اكتشفت انك الطيب يبقي لازم تتقن دورك فهتلاقي نفسك بتتغير للأفضل لو اكتشفت انك الشرير برضه هاتتقن دورك و هتلاقي نفسك بتتغير للـ...؟ للأفضل برضه انتوا مش مركزين و لا اية ؟
واحد بأة يقولي يا كابتن لطيف آآآآآقصدي يا كاتبة المدونة ممكن نكون هانستفيد لو الطيب بقي أطيب و أتقن دوره لكن هانستفيد بأية لما الشرير يزيد شر و يتقن دوره هو كمان ي ام العريف؟
اقولكوا أنا بأة هانستفيد اية أصل الفايدة هاتبقي كبيرة قوي و انتوا قاعدين تسخروا مني و مش مقدرين، المهم : اما كل واحد يعرف هو ايه حتى الشرير يتقن دوره هنلاقي أن الصورة وضحت الأبيض بقي أبيض ناصع و الأسود بقي أسود غطيس و السنيد عرف أن عمره ما هايبقي بطل فيبطل تسويس و البطل عرف أن عليه بطل عشان كدة لازم يتحمل أقداره ببطولة
و بعدين ايه اللي هايحصل ؟ ببساطة كدة هايبقي سهل أن الطيب الخير يحارب الشرير و يتنصر عليه لكن إحنا اللي متوهينا أن ما حدش عارف حاجة ما حدش عارف مين الكويس بالفعل و مين اللي مش كويس ، نحارب مين و ازاي و الشر لابس قناع الخير ؟
الأفلام بتنتهي نهايات سعيدة عشان كل واحد بيبقي عارف الدور اللي مكتوب له بالضبط الشرير بيعمل دوره و الطيب بيعمل دوره ، و لأنه لا يصح إلا الصحيح فالصح أن الخير ينتصر و تكون النهاية سعيدة ، لكن في الحياة أنت مرة الطيب و مرة الشرير و القبيح آآآآ قصدي... معلش الأفلام مأثرة علي .
عموما عايزاكوا تتعلموا الدري دة كويس و ماتنسهوش " اعرفوا نفسكوا بجد هاتعرفوا أعداءكوا من أصحا بكوا ، و هاتعرفوا انتوا واقفين فين و عايزين تعملوا ايه بالتحديد و هاتريحونا بدل ما تقعد نلف حوالين نفسنا "
بس بجد لو حد فيكوا وقف مع نفسه و عرف حقيقتها يا ريت تكون عنده الشجاعة انه يعلنها يقولنا هنا علي المدونة و اوعدكوا هاقولوكوا أنا كمان اكتشفت أنا اطلع مين بس تخلوها في سركوا و النبي و بلاش فضايح يلا بأه روحوا فكروا و أنا قاعدة مستنياكوا ما تتأخروش
باي

الأحد، 6 أبريل 2008

نكتة و لا فزورة


انتوا جيتوا؟ إيه دة كل دول ناس قاعدين؟ أمال مين اللي في المظاهرات؟
الشوارع فاضية و البلد رايقة جداااا
أنا رأيي نخلي الإضراب مستمر طول الأسبوع، بس شوية يضربوا و شوية ينزلوا، نقسم نفسنا يعني هنلاقي البلد رايقة و الدنيا ماشية فل الفل
ما دام أنتوا هنا تعالوا بأة نلعب
و لا نقول فوازير و لا نكت
إيه رأيكم؟
طيب انا هاقلكم نكتة قالتهالي أختي إمبارح بس أنا بعد ما ضحكت عليها سألتها هي دى نكتة و لا فزورة
اقولهالكوا الأول و بعدين نتكلم
بيقولك في حمامة حولة و صاحبها أحول الحمامة كانت في القفص و صاحبها الأحول افتكرها برة القفص راح مطلعها برة ، الحمامة الحولة افتكرت نفسها جوة القفص جت تهرب منه راحت داخلة القفص تاني.
دي بأة نكتة و لافزورة
أصل الواحد لما يقعد يفكر يلاقيهم هايفضلوا يعملوا كدة طول الوقت : هو يطلعها و هي ترجع تدخل يبقي هايرسوا في الآخر علي إيه هي دي بأة الفزورة ، عرفتوا بأة الحل عموما ابقوا فكروا كدة و انتوا قاعدين يمكن توصلوا لحل و تبلغوني سلام بأة اما أروح أشوف مين البرة و مين اللي جوة لحسن أنا إتلخبطت خالص
يلا مع السلامة

الخميس، 3 أبريل 2008

ما تيجوا نلعب شوية



بيقولك فيه إضراب يوم 6 ابريل ، تفتكروا ده كلام حقيقي ، تفتكروا في حاجة هاتحصل ، أنا بصراحة خايفة بس مش عارفة لية ، خايفة من الصدام بين الناس و أجهزة الأمن و لا خايفة إن الموضوع يتحول لصراع بين الناس و بعضها ، و لا يمكن أكون خايفة يكون كل دة كلام و ما يحصلش حاجة .
انتوا حاسيين بإية؟ تفتكروا في حاجة هاتحصل فعلا؟ انتوا عايزين إية؟ عايزين حاجة تحصل فعلا ؟ و لا لأ ؟ و لا تكونوش من النوع اللي بيهييص في الزيطة .... انتوا عارفين اني قريت تعليقات كتير قوي علي النت عن ناس عايزين يتضامنوا مع الاعتصام دة بس عشان يقعدوا في البيت ، و ماينزلوش أشغالهم و لا كلياتهم ، طب لو قعدنا في البيت اليوم دة علي الأقل تفتكروا هانعمل إيه؟ ما إحنا فاضيين بأة
لو قعدتوا إنتوا كمان في البيت في اليوم دة ابقوا كلموني أو قابلوني اون لاين ...ايه؟
هانعمل ايه؟
بسيطة
ممكن نلعب مع بعض..... إيه رأيكم ؟
نلعب كوتشينة
بس عايزين كوتشينة كبيرة قوي عشان تكفينا كلنا
هانلعب الشايب عارفينها ؟
طيب
و اللي يجيلوا الشايب نحكم علي بإايه؟
و الا اقولكوا بلاش نحكم عليه ، كفاية إن الشايب هايفضل في أرابيزه
يلا سلام
و ماتنسوش ابقوا قابلوني....

الخميس، 13 مارس 2008

للصغار فقط ...عشان الكبار مش هايعجبهم الكلام




انتظروا مفاجأة الموسم .. العرض القادم فيلم اكشن انتاج ضخم بطولة جماعية بجميع دور العرض بكل المحافظات
الملحمة الشعبية الأولي من نوعها لهذا القرن فيلم الغضب القادم ( و احنا مستنين ) يا رب يجي لحسن لو ما جاش هانخسر كل مصاريف الإنتاج اللي دفعناها ، عموما سواء جه أو ما جاش مش هاتفرق كدة كدة فلوسنا ضاعت و ما كانش في حل لازم كنا هاندفع يعني هاندفع ...
الفيلم للصغار فقط .... الكبار يمتنعون علشان الكلام مش هايعجبهم
موعد العرض: تضاربت الأقوال بس الحقيقة انه أصبح وشيك جدا (لو حطينا في اعتبارنا الثقة و حسن الظن في الأبطال)
إيه؟ هما مين؟ عايزين حد يقولنا بس
رغم إني مش عارفة حاجة خالص اللي أنا واثقة منه بجد ان الفيلم دة وقت ما هاينزل لازم هايكسر الدنيا ، و هاتعرفوا ساعتها أن كلامي مش فرقعة إعلامية و خلاص صدقوني هو أنا عمري كدبت عليكوا
ايه؟ ما تعرفونيش؟
ما كنش العشم ..و فرضا يا عم ما تعرفونيش
هو لازم الواحد يبلطج عليكوا عشان تصدقوا ..إن ما وريتكمش الوش التاني ابقي كدابة ؟
عموما الأيام بيننا
اللي أنا كنت باتكلم فيه فوق دة ترجمة مسرحية مهمة لكاتب ايرلندي اسمه صامويل بيكيت عنوانها في انتظار جودو أو Waiting For Godot أما مين جودو دة و كانوا مستنينه لية؟ فهذا سؤال تجدون الإجابة عليه حين تجدون الإجابة علي الأسئلة السابقة عن فيلمنا المنتظر..
تدور أحداث المسرحية حول..... اعتقد أنها لا تدور: فالمسرحية عبارة عن حوار طويل بين شخصين..حوار من نوع الحوارات التي قد تجريها مع راكب الحافلة إلي جوارك (إذا حالفكما الحظ و كنتما جالسان ) أو بالأحرى و انتم جالسان علي الرصيف في انتظارها أساسا، مع وجود فارق بين الموقفين هو انك تعرف ماذا تنتظر و لماذا أما شخصيات ذلك العمل المسرحي لا يعرفان علي وجه الدقة ماذا ينتظران و لا لماذا فهما ينتظران "جودو" و هو اسم لشخص أو شيء مبهم لا يظهر نهائيا في العمل ، و أن كانا يتلقيان رسالة منه مع صبي انه وصل بالفعل و في طريقه إليهما ، و يوحي حوار الرجلين حول شخصية "جودو" بأنه قادم و أنهم بانتظاره لينقذهم من شيء ما ، بينما لا نستطيع تحديد أي شيء آخر طوال متابعتنا للعمل المسرحي ، فالعمل ينتهي و "جودو" لا يأتي و الشخصيات تظل منتظرة.
و قد حاول عدد من النقاد تحديد شخصية "جودو" و ما تشير إليه ، فربطوا بين لفظة "جودو" و God و التي تعني الرب بالانجليزية ، و ارجعوا عدم قدوم ذلك الشخص المنتظر إلي فكرة تعتبر غريبة علي مجتمعاتنا الشرقية المتدينة و هي فكرة تخلي الرب عن الإنسان ، و رغم ذلك فالمسرحية تعتبر عملا هاما يمكن أن تروق للذائقة العربية لو اعتبرنا شخصية "جودو" هي شخصية الحاكم الغائب عن رعيته علي كافة المستويات ، و الرعية الخاملة التي تجلس في الانتظار و لا تحاول التغيير.
و طبعا العمل دة مختلف تماما عن الفيلم اللي أعلنا عنه منذ قليل ، و لكننا منتظرين علي كل حال ، أول ما ينزل الفيلم يبقي حد فيكوا يديني رنه ، بس صدقوني هاينزل ما تقلقوش.

الخميس، 28 فبراير 2008

هاحرقلكوا الطاجن - اآآآآه الفيلم


تحدثنا أعزائي المشاهدين في الحلقة السابقة عن عملية التطهير التي تلي مشاهدة عمل تراجيدي ما ، و تكون نتيجة طبيعية لحالة الراحة التي يشعر بها المشاهد بعد القلق و التوتر اللذان سببهما له مشاهدة العمل و تمثله أحداثه، و اليوم نتحدث عن العكس أي العمل الكوميدي و ما قد ينتج عن مشاهدته ، فهل ينتج العمل الكوميدي نوعا من التطهير أيضا؟
الحقيقة أن ما يحدث مع العمل الكوميدي أو كنتيجة له هو عكس ذلك تماما ، فالعمل الكوميدي – الحقيقي- يبني علي فكرة تعرية العيوب و فضخ أخطاء المجتمع و تكبيرها بشكل كاريكاتوري هزلي ، بحيث يقدم للمشاهد السم في العسل أو كما يطلق عليها في الانجليزية in a sugar coated manner و المعني الحرفي لتلك العبارة هي ما يقوم به الصيادلة من إخفاء الطعم المر لأقراص الدواء بطبقة من السكر لنكون قادرين علي ابتلاعها.
عموما كلامنا النهاردة هايكون عن الطاجن الناضج جدا الذي قدمه طلعت زكريا في فيلم طباخ الرئيس ، فهل انتم مستعدون لمشاركتنا الطعام؟ يالا بسم الله مدوا أيديكم فالطاجن شهي و في انتظاركم .
بصراحة كاتب الفيلم دة عامل شغل عالي قوي ، طبعا الفكرة واضحة من الإعلان ، دة طباخ شعبي وصل بطريقة أو بآخري إلي أن يكون طباخ الرئيس ، و بالتالي يصبح عين الرئيس علي الأوضاع الحقيقية للناس بصورة أفضل من تلك التي تقدمها تقارير مساعديه.
الفيلم ملئ بالأحداث و المواقف التي يحتاج سردها و التعليق عليها وقت طويل جدا ، و لكنني سأذكر موقفين اثروا فيا بشكل خاص ، الأول: موقف حاشية الرئيس في اجتماعهم الطارئ للوصول لحل يجعل الناس لا تخرج من بيوتها في اليوم الذي يرغب فيه الرئيس النزول إلي الشارع ، و الموقف دة أثار في نفسي سؤالين : الأول: هل فعلا الحكومة شايفانا بالسذاجة دي؟ عشان تتخيل أن ماتش بين مصر و البرازيل أو حفلة لنانسي و هيفا ممكن تخلينا كلنا نسيب اللي ورانا و اللي قدامنا و نقعد في البيت؟ و الثاني: هل ممكن نكون وصلنا لكدة فعلا؟
المهم يصل الكاتب يوسف معاطي إلي حل عبقري – مما أكد لي أننا غير ساذجين – و هو إعلان الحكومة أن اليوم الذي يريد الرئيس أن يخرج فيه للشارع سيحدث كسوف كلي للشمس ، و أنها هايصدر عنها أشعة ضارة قد تؤدي إلي العمى "عشان كده لازم الناس تقعد في بيوتها و تغلق كافة النوافذ و الأبواب.
اما الموقف الاخر فهو عبارة عن رسالة تحذيرية جاءت في موقف الممثل سعيد طرابيك الذي يجسد شخصية الاعمي في الفيلم ، فهو الوحيد الذي لا يخشي من الخروج من بيته في ذلك اليوم لأنه بالطبع لا يخشي الإصابة بالعمى ، و يأتي التفسير علي لسان متولي "الطباخ" الذي يقول "ضربوا الأعور علي عينه قال خسرانه خسرانه" و هي رسالة تحذيرية لكل من يحاول أن يضغط علي مرؤوسيه فهناك لحظة يشعر فيها الإنسان انه قد خسر كل شئ فلا فارق لديه لو عارض أو تطاول أو انفجر
معني كده أن الكاتب _ الطباخ الحقيقي للفيلم_ قد قدم طاجن شهي يمكن أن يأكل منه الشعب و الحكومة ليحصل كل منهم علي نصيبه من السم و العسل معا. و قد جاءت نهاية الفيلم بصورة مؤلمة للطباخ جالسا في حديقة بميدان التحرير فجرا و هو حافي القدمين و لابس بيجامة ناظرا إلي صورة الرئيس لا يعرف كيف يصل إليه و لا ماذا يريد أن يطلعه عليه بالتحديد رغم انه عارف أن " في حاجة غلط" لكنه لا يعرف كيف يحددها.
الموقف مؤثر و لكنه ذكرني بموقف كوميدي حدث مع احدي صديقاتي قالت لي أن مرتبها الذي لا يتجاوز الخمسمائة جنيه – يقتطع منه مبلغ معين كضريبة للكسب غير المشروع ، و هي إنسانة محترمة تكسب رزقها بشكل محترم من احدي الهيئات الحكومية المحترمة ، و قد قالت لي صديقتي بالنص "عشان ما تبقوش تستغربوا لما تلاقوني باجر كارتونه رابطاها بفتلة و ماشية اكلم نفسي بين المكاتب"
قد يحدث أن تقابلوها علي فكرة جنب الطباخ في ميدان التحرير هي و كرتونتها فاعلموا أنها إنسانة محترمة دفعتها " الظروف" لجر الكر تونة الفارغة ، ابقوا حطولها أي حاجة في الكرتونة بدل اللي خصموه منها رغم أنها و الله كسبها مشروع

الثلاثاء، 12 فبراير 2008

فيلم رعب في غانا


فيلم رعب في غانا
يعلم دارسي الأدب و النقد جيدا معني كلمة purgation أو التطهير و لمن لا يعلمون فهي ذات صلة وثيقة بالأعمال التراجيدية ، و التراجيديا في المسرح –لمن لا يعلم- عكس الكوميديا و هي العمل المسرحي أو الأدبي عموما الذي يحتوي عناصر مميزة منها : أن يكون البطل شخص "نبيل" أو من علية القوم ينحدر به الحال نظرا لظروف خارجة عن إرادته ، و تتطور الأحداث المأساوية به إلي أن يصل إلي لحظة الذروة في العمل الدرامي ، حيث تتكشف له الحقائق و تبدأ الاحداث في السير في اتجاه حل المشكلة أو العقدة الدرامية .
أما التطهير فهو ما يحدث حين ينفعل المشاهد مع تلك الأحداث التراجيدية و المآسي التي تصيب البطل ، فيبكي أو يشعر بالخوف و القلق و أحيانا الرعب الشديد لما قد يتضمنه العرض من مشاهد دامية ، هذا الانفعال الذي يفيق منه المشاهد في نهاية العرض فيكتشف انه خارج تلك الاحداث –مجرد مشاهد ، و انه لم يقع بعد في الخطأ الذي وقع فيه البطل ، و أن أمامه فرصة لتصحيح وضعه – كما فعل البطل و أن يبدأ من جديد – أن كان قد أخطأ بالفعل.
و دلوقتي بأة إيه رأيكم في ماتش نهائي كاس الأمم الإفريقية في ظل الحكاية الصعبة قوي دي اللي كنت باحكيها فوق ، مش بذمتكم كان فيلم رعب؟ مش برضوا فضلتوا كلكم زيي حابسين أنفاسكم لحد اللحظة الأخيرة ؟ حتى بعد ما أحرز فريقنا الهدف الوحيد في المباراة و حاسيين إننا علي حافة الهاوية لحد آخر لحظة لنتعادل و نضطر نلعب وقت إضافي و نعيش الرعب من جديد؟
طيب إيه رأيكم في الناس بعد الماتش و تاني يوم ؟ مش كنتوا حاسين إنهم سعدا و متفائلين ؟ و حاسين إنهم يقدروا يغيروا شكل الدنيا الوحش دة؟و لو سألت حد فيهم كل دة بسبب الكورة يقولك حاجة فرحتنا في وسط الهم اللي إحنا فيه "أصل إحنا كده لازم نتزنق عشان نبين همتنا"
بالضبط زي البطل اللي كان مرفه و متدلع و ابن ناس و بعدين لما خد علي دماغه و بقي .... ابن ..... ناس تانية غير الناس الاولانية يعني فاق و عرف انه لازم ياخد حقه بنفسه ،و عشان ياخده لازم يكون قوي كدة ، و قد كلمته :بقول هالعب يلعب ...يقول هاكسب يكسب ، و برضه لازم تكون الظروف اللي حواليه مساعداه و أهمها توفيق ربنا .. بس ربنا ما بيسمعش دعا حد قد المظلومين و بصراحة إحنا مظلومين ...قصدي يعني الحكم دة بتاع المباراة ظلمنا و افتري علي فريقنا ، و خلانا فعلا حاسيين إننا عايشين في فيلم رعب ، لحد ما جمعنا إرادتنا "الحرة" غير المباشرة و ربنا وفقنا لما لقي عندنا النية الصادقة و قدرنا نحقق الفوز.
شوفتوا العملية سهلة ازاي ...لأ يعني مش سهلة بس ممتعة إننا نتعب عشان حاجة عايزينها...عشان هدف قدمنا عايزين نحققه ،حاجة كويسة عايزين نعملها و بعدين ما إحنا كدة كدة طول الوقت بنشتكي إننا تعبانين و زهقانين و متضايقين و ....خلاص خلينا تعب بتعب بأة نتعب و إحنا مستمتعين و نجيب الكاس ، و شوفوا إحنا كام مليون يعني كاس ورا كاس ورا كاس وشكلنا كدة هاتبقي ليلتنا مش معدية.....ربنا يستر

الاثنين، 4 فبراير 2008

الشبكة وقعت يا رجالة


"الشبكة وقعت يا رجالة"
من كاتبة المدونة إلي –حكمدار العاصمة- اقصد إلي قراء المدونة أرجو أن تصلكم مدونتي و انتم في أحسن حال –أآآآقصد .... لا عليكم فهذا من أفعال الشبكة اللي وقعت و ما حدش سما عليها ، لا أعرف متى أستطيع نشر هذه السطور و لكن اليوم هو الاثنين موعد تحديث مدونتي ، و قد أتمكن من ذلك فتكون أمامكم الآن ، و قد لا أتمكن من ذلك بسبب العطل الرهيب فيضيع كلامي في الهواء
طبعا كلكم سمعتم تلك الجملة خلال الأيام القليلة الماضية " الشبكة وقعت" فما هو أول انطباع تبادر إلي ذهنكم ؟ هل فكرتم في شبكة جاسوسية أو عصابة أو منظمة إجرامية دولية مثلي، بصراحة هذا هو أول ما فكرت فيه (علي طريقة الأفلام) و كان ردي دون تفكير "كل الرجالة و لا في حد فلت"
موضوع الشبكات و العصابات موضوع مهم جدا في أقلامنا من قبل "سمارة" و لحد بعد "مافيا" و إلي الأبد ، و لكن هو أيضا واحد من أهم الموضوعات التي لا يمكن للمشاهد العادي الحكم علي مصداقيتها يعني تفتكر أنا أو انت ممكن نعرف إذا كانت الشبكات بتقع كده بسهولة و مرة واحد زي الأفلام ، يكونوا قوة لا تقهر طول الفيلم و فجأة يقعوا ؟ يعني كابلهم بيقطع كده زي الانترنت ؟ (شوفوا ازاي أن كل حاجة في السينما ليها أصل في الواقع)
عموما دة موضوع أنا ما أقدرش احكم عليه لأنني لم أتعامل مع عصابات حقيقية زي بتاعة الأفلام _ اآآآقصد لم أتعامل معها بشكل مباشر ، و ما شفتش عمري عصابة أو شبكة إجرامية بتنهار كده فجأة زي بتاعة الأفلام – اآآقصد أن الشرطة ما بتقبضش عليهم كلهم ، يعني ساعات ياخدوا شوية و يسيبوا شوية عشان يفضل السيرفر شغال – أآآآآقصد يعني ........ تـ قـ ريـ بـ ا ا لـ شـ بـ كـ ة لـ سـ ة و ا قـ عـ ة ..... عموما هاقابلكم لما حد يبقي يقومها عشان الكلام يبقي واضح ...... إلي اللقاء

الاثنين، 28 يناير 2008

مين فينا مش بيأفلم


قديما (مش قديما جدا ولا حاجة) قال السيد /يوسف بك وهبي "ما الدنيا الا مسرح كبير" علي اعتبار ان الحياة مليئة بالقصص و الحكايات التي تدور حول مجموعة معينة من الافكار و المشاعر تماما كما في المسرح ، و بالحياة شخصيات تؤدي أدوارها المكتوبة لها في عروض حية تماما كما في المسرح .
فإذا كان رأي يوسف بك وهبي كدة عن الدنيا التي عاشها فما رأي بكوات اليومين دول عن الدنيا التي يعيشونها ( و للعلم فلقب البك أمنحه لكل من يتمكن من متابعة مدونتي علي الانترنت لأنه طالما توفرت لديك القدرة علي اللحاق بركب التكنولوجيا حتي لو من انترنت كافيه تبقي قد تخطيت حد الفقر و التفكير في قوت يومك و تمضية وقت فراغك في طابور العيش ..يعني انت الان بك)
و نعود لموضوعنا ما رأيكم في الدنيا الان هل ما زالت مسرح كبير ام تحولت الي دار عرض سينيمائية كبيرة كما أراها انا ، و الفارق من وجهة نظري ان المسرح و الشخصيات المسرحية محدودة بمجال زمني و مكاني محدد بينما الشخصيات السينمائية لا يحدها المكان و لا الزمان و لا معقولية و واقعية الأحداث و هو ما يحدث في دنيتنا الان ، فمعظم شخصيات عالمنا تأتي بالخوارق دون حد لزمان أو مكان أو أي عقبات و ان لم تكن تقوم بذلك في الواقع فهي أكيد "بتأفلم" علي الناس اللي حواليها لايهامهم بغير حقيقتها .
و مين فينا مابيأفلمش ان شالله في خياله؟ فما رأيكم يا بكوات في اطلاق شعارنا الجديد " ما الدنيا الا فيلم سينمائي كبير" (يعني انتاج ضخم و دعاية جامدة و ناس بتكسب و احنا بناكل فيشار و نتفرج عايزين نعرف مين من الابطال هايخلص علي مين الأول و مين هايفضل) - بس يا خوفي للحرب بين الابطال تشتد و نتاخد احنا في الرجلين و الفيشار يقع علي الارض ما نعرفش نلمه
عشان كدة نصحيتي ليكوا - من الأول كل واحد يخلي باله من لاغاليغوا -اآآ أقصد كيس الفيشار بتاعة- عشان اللي هايقع منه الكيس أنا باعلن اهه من موقعي هذا أنني لن أكون مسئولة عنه
و الي اللقاء في الجزء الأول من سلسة أفلامنا ...و لكم تحياتي