الاثنين، 16 مارس 2009

عند مفترق الطرق

فليختر كل منكما مصيره ؟
لقد اختارا بالفعل؟ اختارا ألا يقتلا ، اختارا ألا يعذبا ، اختارا أن يستمتعا بأموال المظلومين الذين قتلوا دون أن يكون لهم اختيار في أي شيء ، أوا عليهما الاختيار من جديد؟ اعتقد أنهم لو عاد بهما الزمن لاختارا نفس الاختيارات دون ادني تغيير ؟ سوي بعض التفاصيل الصغيرة التي قد تجعل الصورة أجمل و تبعد عنهم تلك الجلبة التي سببتها لهم الحادثة و تبعاتها ، عموما بالنسبة لهم فالموضوع قد انتهي بانتهاء القضية ، أما عن الاختيار الذي ورد في الرسالة فقد قررا بعد تفكير عميق أن الأمر لن يخرج عن شيء من الاثنين أن كل ما حدث لهما كان بفعل فاعل موتور منهما و لذلك لجأ إلي تلك الحيل لدفعهما إلي الجنون و من ثم الانتحار و خاصة أنهم في لندن المكان المفضل لانتحار المشاهير من مصر ، أو أن تكون تلك الشقة مسكونة بالفعل و أن هناك أشباح حقيقية تطاردهم ، و بما أنهما لن يجدا في لندن الشيخة باتعة لكي تطرد تلك الأشباح فمن الأفضل ترك الشقة لهم و الانتقال إلي الإقامة في مكان آخر .
هذا ما اتفقا عليه أما ما أضمراه في نفسيهما فهو شيء لا يعلمه إلا الله ، كما لم يعلما هما أيضا بنية الأشباح تجاههما و أنهم لن يتركوهم بتركهم للشقة لأنهما ببساطة قد تركا الرمز بينما هربا بخوفهما في داخلهما من مصيرهما المجهول .
-إيه يا عم المقدمة البوليسية دي ؟ أمال فين بلغني أيها الملك السعيد و الكلام الحلو دة ؟
- الكلام الحلو؟ ناس غرقت و أشباح بتطارد اللي عايشين و ثأر و خوف وهروب و أنت تقولي كلام حلو لما نبقي نخلص من العملية دي و بعدين نروق للكلام الحلو
-أمري لله كملي
- لأ لو مش عاجبك قوم بس خللي بالك أن كل ظالم ليه نهاية و أنت لازم تتعظ من محروس و انه أحسن تقع في نفس غلطتهم
قصدك غلاطتهم عموما كملي بس لازم انتي كمان تستفيدي من حكاية زوجات الحج متولي ما تخليش الحاجات دي تعدي عليكي يا شهرزاد يا حبيبتي
- آآ معقول الحاجات دي تعدي عليا برضه يا مولاي
- طب احكي احكي
- بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد
- احم مقنع أنا برضه
- أن محروس و ولده بعد انتقالهما إلي مسكنهما الجديد بعمارات ستيوارت تاور
- مش دي اللي ...........
- بس بقه خليها في سرك و سيبهم يواجهوا مصيرهم إحنا مالنا
- طيب ما علينا
- المهم أنهما ما أن دخلا شقتهما بالدور العاشر ..
- يي كده تبقي النهاية اتعرفت و من العاشر كمان ؟
- يا سيدي سيبني أكمل و لا تاخد أنت الميكروفون و تحكي ؟
- لأ احكي
- ما أن دخلا شقتهما حتى وجدا رسالة جديدة مكتوبة علي الجدار المواجه لباب الشقة أهلا بكما عند خط النهاية لقد اختار أحدكم مصيره وله الشكر أما الآخر فقد اخترنا له نحن المصير ، نظرا إلي بعضهما ولم يعرفا ماذا يقولان من منهما اختار مصيره و لم يخبر الآخر ؟ نظرات الشك في عيونهم و الرعب الذي تملكهم ، كانت آخر طريقهما إلي الجنون .
قضيا ليلتهما في تفكير عميق كل في غرفته ، بالطبع احدهما كان يعلم انه صاحب الاختيار و كان يفكر في طريقة التنفيذ بينما الآخر علم انه المحكوم عليه و لكنه لم يجد وسيلة للهرب من جديد ، فلتكن الليلة كما تكن يبدو أنها فعلا الليلة الأخيرة التي ستكشف عن كل الحقائق و تزيل كل الغموض ..فالي الليلة الأخيرة
و هنا أدركت شهرزاد ساعة المرواح فسكتت عن الكلام المباح

الأربعاء، 14 يناير 2009

(الليلة الثامنة) محكمة العالم السفلي




- أخيرا القضية أتحكم فيها
- و الله أخبارك بايتة قوي يا حبيبتي القضية أتحكم فيها من زمان و أنت نايم علي ودانك يا قمر
- لأ يا حبيبي القضية لسه محكوم فيها حالا بس في محكمة تانية غير اللي أنت تعرفها و الحكم هايتنفذ خلال الأيام القليلة القادمة
- و الله لأ الحقيقة أن ما اعرفش أن القضية اتنقلت لمحكمة تانية
- القضية يا حبيبي كانت بتنظر في المحكمتين في نفس ذات الوقت بس المحكمة العليا كانت دورها رقابي لحد لما تشوف المحكمة السفلي هاتعمل إيه و لما المحكمة السفلي ما عرفتش تتصرف اضطرت المحكمة العليا للتدخل و إصدار حكمها الذي لا رجعة فيه
- آه و هي فين بأه المحكمة العليا دي في سويسرا و لا فين ؟
- لأ دي في العالم السفلي
- أوباااااااااااااااا كدة دخلنا في دور السرايا كملي يا حبيبتي أنا عارف أن النوبة مش هاتنتهي إلا لما تفضفضي وتقولي اللي عند احكي يا شهر زاد:
- أوك بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن محروس ......
- استني يا ست شهر زاد قبل ما تبدأي عشان أنا دماغي اتبرجلت انتي قلتي أن المحكمة العليا موجودة في العالم السفلي صح؟
- آه صح
- تبقي هي المحكمة السفلي مش العليا يا فالحة
- دايما اقولك يا حبيبي ما تخدش بالمظاهر أنت فاكر أن الناس اللي ساكنين في العالم السفلي ناس كلهم دون المستوي ، لأ طبعا دول فيهم ناس يقدروا علي حاجات كتير غيرهم ما يقدرش عليها ، و أهم ميزة عندهم إنهم دايما بيصدروا أحكامهم و ينفذوها فورا ، و يفاجئوا الناس بيها ، أصل عنصر المفاجأة دة حاجة مهمة قوي في إستراتيجيتهم .
- يا سلام سلم يا سلام سلم دي النوبة المرة دي شديدة قوي
- براحتك يا حبيبي أنا هاقوم أشوف اللي ورايا أحسن بدل ما اقعد اسمع الكلام دة
- لأ استني استني أنا عارف انك خيالك واااااااااااااااسع حبتين بس بقيت أحب اسمع تخا.... اقصد حكاياتك الجميلة احكي يا شهر زاد
- ماشي و لو انك برضه ما اعتذرتش بس أنا عاملة حساب القراء الغلابة اللي زهقوا من الانتظار و إحنا قاعدين نتخانق ، عشان كدة هاقول بلغني أيها القارئ الأصيل ذو البال الطويل أن محروس بعد إخماد الحريق عاودته الحالة السابقة من الأرق و الكوابيس فلم يستطع النوم تلك الليلة و لا الليالي التالية و ما زاد الأمر سوءا أن صفوان بدأت تنتابه نفس الحالة فأخذ يستيقظ صارخا كلما رأي في منامه صورة أحد ضحايا العبارة و هو يحاول قتله ، و قد تعددت في أحلامه الأساليب التي قتل بها من حرق إلي إغراق إلي شنق إلي ذبح إلي سم إلي رمي بالرصاص إلي ..........
- كفاية هو انتي إيه حرام عليكي إلي إلي إلي خلاص تعددت و خلاص
- لو سمحت أنا باكلم القراء مش باكلمك انت إلي "وأد "
- "وأد"؟ أما انتي عليكي كلام جبتيها منين وأد دي
- ما ليكش دعوة إلي ..
- يا ستي كملي أبوس ايدك خلاص القراء عرفوا كل طرق القتل
- أوك ما تزعلش نفسك بس عموما تحولت حالته هو الآخر إلي ما يشبه الجنون فأصبح لا يطيق النوم و لا يتحمل اليقظة .
- عين و صابتهم هما الاتنين
- لأ مش عين واحدة دي بقت ألاف العيون التي لاحظوا أنها تراقبهم في الظلام بلا انقطاع ، تصور محروس في البداية انه يراها وحده ، تصور أنها هلاوس من الأرق و قلة نوم و لكنه عندما اخبر ولده أكد له انه يراها هو الأخر ، صار الوضع غير محتمل أصبح الاثنين حبيسا مسكنهما الذي صار أطلالا من يوم الحريق حيث لم يقوي أي منهما علي تجديده ، أصبحا كشخصين مصابين بمرض معدي يخافا أن يراهما الناس ، و انتابهما شعور أنهما سيظلا منبوذين إلي الأبد ، هنا كان الحكم قد صدر من المحكمة العليا بانتهاء الجزء الأول من العقوبة و الدخول في الجزء الثاني ، وكان ذلك عن طريق رسالة جديدة وجدها محروس في يد ولده الذي أصابه الوجوم و زاغت عينها حين قرأ محتواها و لم يأت بأي رد فعل أخر فقد بلغ الوهن منه مبلغه فأصبح لا يقوي حتى علي التعبير عن مشاعره أو إبداء أي رد فعل
- شهرزاد
- عارفة هاتقول إيه الرسالة كان مكتوب فيها
"فليختر كل منكما مصيره قبل فجر الغد، أو فلتنتظرا ما لن تطيقاه"


و هنا أدرك شهرزاد ساعة المرواح فسكتت عن كلام الأشباح