الثلاثاء، 29 يوليو 2008

الليلة الثانية






الكابوس العنيد

فلما كانت الليلة الثانية اتخذ شهريار الملك مجلسه (في الشغل يعني علي مكتبه) و أقبلت عليه شهرزاد كي تؤانسه (دة كلام كده و كده عشان البلوج بس ) ما فيش شهرزاد غيري يا شهريار سامع!

و بدأت حديثها من جديد عن السيد محروس الشديد قائلة:
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن السيد محروس بعد أن علم بخبر ثبوت البراءة دخل إلي غرفته لينام متمنيا أن يحصل علي قدر من النوم الهادئ بدون كوابيس أو أحلام ،و دون أن يغرق من جديد أثناء المنام ، و لكن هيهات أن يواتيه النوم و قد أرقت قضيته مضاجع الملايين و حرمتهم من الراحة يوما بعد يوم.

أخذ محروس يفكر في ردود أفعال الناس التي رآها عن طريق التلفاز و قرآها في الجرائد و علي الموبايل ووصلته من كل جهاز "لماذا لا يصدقون أنني برئ ؟ فلم أكن علي السفينة من الأساس؟ و ليس لي يد في إهمال القبطان وغرق الناس، يا الهي ساعدني علي الخروج من تلك المحنة بسلام قبل أن أجن ، لقد تحملت ذلك الكابوس طوال عامين و نصف وليس لي قدرة علي مواصلة حياتي بتلك الطريقة إلي النهاية يكفي ما عانيته حتى الآن "

و راح محروس في ثبات عميق و هو "غارقا" في أفكاره و أمنياته لما سيقوم به بعد الحصول علي البراءة، نام وهو يفكر "هل يمكنني الآن العودة إلي بلدي ؟ ......هل أستطيع ممارسة أعمالي و السير في الطرقات دون خوف من جديد ؟ تري أي المشروعات التي درستها خلال فترة إقامتي هنا يمكنني أن ابدأ في تنفيذه الآن في بلدي؟...اعتقد أنني سأضطر أن أعمل تحت اسم شخص آخر ممن أثق بهم لفترة حتى تهدأ الأمور"

و...وفجأة قام محروس من نومه كالممسوس بعد أن عاوده نفس الكابوس ، قام يصرخ مرددا "كفاية بأة أنا خدت براءة ، أنا برئ انت إيه حرام عليك ، أنا لو فضلت علي الحال دة "هاموت" أنا مش قادر استحمل اكتر من كده"
و هنا دخل عليه ابنه صفوان ليطمئن علي والده "الغلبان" :
- "خير يا والدي سلامتك؟ هل عاودك الكابوس من جديد؟ المفروض انك تهدأ و تكون سعيد بعد حصولنا علي البراءة، تخيلت انك سوف تنام ملئ عينيك كلوح من "جليد"، لما تكرر هذا الكابوس ؟ ولما تحملته طوال تلك الفترة؟ غدا أول ما يطلع النهار يجب أن نذهب إلي طبيب كبير لنطمئن عليك و نري ما رأيه في تلك الحالة الغريبة ، فلن ننتظر أكثر من ذلك علي هذا الوضع .
قال محروس وهو لا يزال "غارقا" في أفكاره وهمومه و عرقه البارد:"فلنر غدا ماذا سيقول الطبيب، فليجد لي حلا و إلا قضي عليّ علي يد هذا الطفل الأريب"

و هنا أدركت شهرزاد ساعة المرواح فسكتت عن الكلام الغير مباح