الثلاثاء، 26 أغسطس 2008

الليلة الخامسة


أشباح في النار
· انتي يا ست شهر زاد
· انتي ياللي نايمة علي ودانك ، شكلك ضربتي حبيتين من بتوع محروس و نمتي زيه ، يا ستي اصحي
· إيه بس يا شهريار يا حبيبي ؟ بتصحيني ليه ؟
· باصحيكي ليه انتي بقالك أسبوع نايمة يا حبيبتي
· هو محروس كل دة نايم هو كمان؟
· يا سيدي ما تسيبه ينام ،مسكين بقاله كتير ما نامش
· و انتي إيه أخبارك ؟
· أخبار إيه يا حبيبي ؟
· يعني النوم دة كله إيه، بقالك كتير انتي كمان ما نمتيش؟
· لأ يا حبيبي ،و يا ريت كفاية استهزاء بيا و بأعمالي
· أنا كل دة نايمة عشان أجيبلك أخبار محروس وأنت تسخر من مجهودي كدة
· بتجيبيلي أخباره من المنام
· آه يا حبيبي مش هو نايم يبقي إيه وسيلة الاتصال بيه و الوصول ليه غير كدة
· آه طب و وصلتي لاية
· هاحكيلك يا سيدي و لو انك صحتني في حتة مهمة ربنا يستر و اقدر أجيبلك تفاصيلها بعد كدة
· اتفضلي احكي كلي آذان صاغية
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن محروس قد راح في ثبات عميق لمدة لا بأس بها دون أن يحلم انه غريق ، و صحا من نومه في مساء اليوم التالي و لكن للأسف علي مشهد الحريق :
- "حريق ...حريق ، النار ...الفراش ،النار وصل للفراش "
"المركب بتولع يا قبطان ...المركب غرقت يا قبطان "
ثم انه أفاق "المركب غرقت ؟أمال فين المية ...الميه ما طفتش النار ليه "
و قام محروس من نومه مفزوعا و هو يعتقد أن الكوابيس عاودته من جديد بعد تلك الفترة الوجيزة من الراحة ،و لكنها لم تكن احدي كوابيسه المليئة بمياه البحر وحوادث الغرق ،بل كانت شقته الفاخرة تحترق بالفعل ، و قد شبت النيران في كل مكان فيها ،وان كان قد بدا أنها بدأت بغرفة نومه
قام محروس من فراشه مسرعا باحثا عن ولده صفوان وسط النيران "ولدي صفوان ...أين أنت؟ "
و من وراء السنة اللهب و الدخان سمع صوت صفوان "بابا ..بابا أنت فين؟ إيه اللي بيحصل و لماذا لم تعمل أجهزة الأمان ؟"
و مع ازدياد النيران و تعطل أجهزة الأمان اضطر محروس وولده إلي الهروب من شقتهما و طلب المساعدة من امن البناية للاتصال بأجهزة الشرطة و الإطفاء
"آه يا حرام .. لقد أصبحت الكوارث تلاحق محروس كل يوم، هو ما فيش غيره و لا إيه؟"
لا يامولاي دة فيه غيره و غيره و الكوارث كتير و الحمد لله ، ما تستعجلش أنت بس و أنا هاحكيلك عنهم كلهم"
"المهم كيف انتهي الحريق ؟ و ماذا فعل محروس و ابنه بعد ذلك ؟"
"برضه مستعجل، مازال الحريق مستمرا ،و تقوم الأجهزة المختصة بمحاولة إخماده و لكن ليس هذا هو الشيء الهام ، المهم فعلا في كل هذا هو الحالة التي انتابت محروس الذي وقف يتابع رجال الإطفاء و هو يتحسر علي محتويات الشقة التي أتت عليها النار بالكامل ،فقد شعر بطنين مدوي في أذنيه و معه آلاف الصرخات و كأنها آتية من أعماق الجحيم ، و مع أصوات الصراخ رأي وسط اللهب ذلك الرجل المسن و قد اضطرمت النيران فيه كان يصرخ و يمد يده لمحروس طالبا منه العون ، و محروس غير مدرك لما يحدث ، و في ركن آخر من الحريق المستعر رأي محروس تلك الأم التي تحاول أن تبعد النيران عن أطفالها و تنادي عليه ليلقفهم من بين يديها و يبعدهم عن النيران ، اناس كثيرين وسط النار و كلهم يطلبون العون من محروس "
فجأة يري صفوان أباه و هو يتقدم من النيران صارخا " أنا قادم سأنقذكم تعالوا..هلموا" حاول صفوان إثناءه و لكنه كان مصمما علي التقدم ، الغريب أن صفوان شعر انه مكبلا لا يستطيع الحركة لإنقاذ أبيه و الأغرب انه تخيل للحظة انه رأي لهبا من النار و قد تجسد في صوره أدمية تمد يدها أو لنقل احد أطرافها لتجذب محروس إليها ، و أخيرا و بعد لحظات من الجمود قام رجال الإطفاء بإخراج محروس من وسط النيران حيا
" يا لهذا الأب المتعب من ساعة ما المشكلة دي حصلت و صفوان مش عارف يستريح من عمايل أبوه"
"يا مولاي كل أول له أخر فلا تكن متعجلا كصفوان فمازال هناك المزيد من المفاجآت في تلك القضية ،و اول تلك المفاجآت هي تلك الرسالة المطوية التي وجدها صفوان بعد أن خمدت النيران ، و رغم أنها رسالة ورقية إلا أنها كانت سليمة تماما لم تمسسها النيران و لم يصل إليها نقطة مياه واحدة من المستخدمة في إطفائها"
و هنا أدركت شهرزاد ساعة المرواح فسكتت عن الكلام المباح
"بايخة هاتفضلي معلقاني كدة لحد الحلقة الجاية و تروحي تنامي تاني ، يالله نوم الظالم عبادة"
"علي رأيك يا مولاي نوم الظالم عبادة بس هو يعرف ينام ، تصبح علي خير"