الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

الليلة الرابعة



في عاصمة الضباب
و لما كانت الليلة الرابعة و التي تأخرت عن موعدها عدة أيام لم يتخذ شهريار الملك مجلسه بل ذهب يبحث عن شهرزاد التي لم تأتي كي تؤانسه ، و قابلها بالفعل في ردهة القصر (اللي هو أودتين و صالة أصلا) فبادرها قائلا:
"شهرزاد أين كنت لقد تأخرت علي كثيرا، أنتي عارفة لو كنت شهرزاد بجد كان جرالك إيه؟كان زمانك مذبوحة و راسك معلقة علي باب زويلة"
- "مذبوحة ؟يا لهوي...تقصد إيه يا مولاي ؟أنت صدقت نفسك و لا إيه؟ عموما اعذرني فقد تأخرت عليك لأنني اضطررت أن أطير إلي عاصمة الضباب لأتفقد أحوال البريء الهارب وأحضر لك الأخبار التي تنتظرها ، وبعدين هو في حد دلوقتي بيتقتل عشان ما عملش اللي ليه يا عم خليها علي الله ، أنت هاتفشر"
- "طرتي؟ طيب أنت بقيتي كده آخر "جمال" ،قولي لي بأة لما طرتي ورحتي هناك شفتي ايه يا ست العصفورة؟"
-" رغم إن دي مش لغة ملوك خالص لكن هاحكي و أمري لله"
بلغني أيها الملك السعيد ذو البأس الشديد أن السيد محروس الذي تركناه في المرة الأخيرة و قد فارق النوم عينيه وزاد قلق ابنه عليه من تكرار الكابوس المزعج طوال هذه المدة قد قرر أن يذهب أخيرا للطبيب ليستشيره في حالته المزمنة و يطلب عونه في التخلص من ذلك الكابوس بأي طريقة ممكنة، و قد أكد صفوان للطبيب أنهم علي استعداد لتحمل العلاج مهما كانت تكاليفه ،حتى و إن اضطر إلي أن يصطحب والده للعلاج بالخارج (علي نفقة الدولة) المهم أن يجد والده سبيلا للنوم الهنيء من جديد"
- "العلاج بالخارج؟ و علي نفقة الدولة ؟ أنا حاسس انك خرفتي قوي يا شهرورتي ، هما مش أصلا في الخارج؟و بعدين ايه علي نفقة الدولة دة كمان"
- "يا مولاي ! بس ليه ما بتصدقنيش من امتي كانت أمور الحياة ماشية بالعقل دة المفروض لو قلتلك الكلام العاقل تشك في قواي العقلية مش العكس، علي العموم أنا ما باجبش حاجة من عندي ده الكلام اللي قاله صفوان للدكتور،يمكن مش معاه فلوس يعالج باباه يبقي يعمل ايه بأه يسيب الراجل عيان يا ولداه و لا البلد بأه تتحمل مسئولياتها شوية و تعالج ولادها (التعبانين)؟"
- أنا حاسس إني فوتلك كتير قوي النهاردة خلصي بأه عشان اعتقد إني علي آخر الليالي أنا اللي هابقي عايز علاج علي نفقة الدولة؟"
-"ابقي قابلني"
- "نعم ؟"
-" لأ ما أقصدش ، أنا قاصدي ربنا يبعد الشر عنك يا حبيبي"
-"أكملي إذن"
- المهم طلع الدكتور فعلا دكتور شاطر جدا و في ثواني كان قد تفهم الحالة و استوعبها جيدا رغم تعقيدها ،ووصف لمحروس الدواء المظبوط لحالته و لأول مرة منذ حوالي العامين و نصف العام ينام محروس ملئ جفونه بدون أحلام ، شفت بأة العلاج بالخارج مفيد ازاي "
- "لأ دة مش عشان بالخارج دة عشان علي نفقة الدولة، فهمتي؟"
-"أاااااااااااااااااة ، يالرجاحة عقلك يا مولاي"
و هنا أدركت شهرزاد ساعة المرواح فسكتت عن الكلام الغير مباح